يكتب العربي الجديد ونايف زيداني عن تصاعد الضغوط المصرية على إسرائيل لفتح معبر رفح بشكل كامل، وسط تحذيرات رسمية من أن يتحوّل المعبر إلى بوابة تهجير للفلسطينيين، وهو ما تعتبره القاهرة خطاً أحمر يهدد أمنها القومي.

 

يعرض العربي الجديد تفاصيل ما تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية حول هذه التحركات المصرية المكثفة، إضافة إلى الإشارات لوساطات أمريكية تسعى القاهرة لاستثمارها في هذه المرحلة الحساسة.

 

1) القاهرة تطالب بفتح رفح في الاتجاهين

 

تذكر وسائل إعلام إسرائيلية أن مصر تضغط بقوة على تل أبيب لإعادة تشغيل معبر رفح في الاتجاهين، بعد إعلان إسرائيل نيتها فتحه لخروج الفلسطينيين فقط. تنقل قناة "كان ريشيت بيت" الإذاعية عن مسؤولين مطلعين قولهم إن القاهرة تساءلت عن سبب قدرة إسرائيل على فتح معبر الكرامة (أو جسر الملك حسين) مع الأردن بالكامل، بينما تمتنع عن التعامل بالمنطق نفسه مع رفح.

 

تضيف التقارير أن إسرائيل وافقت قبل أيام على فتح معبر الكرامة والسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة، بعد حادثة مقتل جنديين إسرائيليين على يد سائق شاحنة أردني. ورغم هذا التطور، تصر مصر على أن فتح رفح باتجاه واحد محاولة لخلق ظروف تهجير قسري، وهو ما تعتبره القاهرة تهديداً مباشراً.

 

يشدد المسؤولون المصريون على أن تشغيل المعبر ينبغي أن يتركز على إدخال المساعدات وخروج الحالات الطبية الحرجة فقط، من دون أي ترتيب يسهّل النزوح الجماعي من القطاع. وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يوضح هذه النقطة خلال لقائه وزير الدولة الكندي للتنمية الدولية رانديب ساراي، مؤكداً أن مصر "لا يمكن أن تسمح" بتحويل المعبر إلى ممر تهجير.

 

2) القاهرة تبحث عن ضغط أمريكي

 

يشير التقرير إلى أن مصر تتحرك بالتوازي مع الأردن في الاستعانة بالولايات المتحدة للضغط على إسرائيل. يوضح المسؤولون أن القاهرة تدرك رغبة واشنطن في تسريع الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، ما قد يفتح نافذة لحل سريع لأزمة رفح.

 

تضيف الإذاعة الإسرائيلية أن مصر ترى أن الولايات المتحدة الطرف الوحيد القادر على دفع إسرائيل نحو تغيير موقفها، خاصة أن واشنطن تسعى في الوقت ذاته لتثبيت ترتيبات سياسية وأمنية في غزة في إطار خطة أوسع للتهدئة وإعادة الإعمار.

 

3) إسرائيل تستعد للمرحلة الثانية من وقف النار

 

تنقل القناة 12 الإسرائيلية أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تزيد من وتيرة اجتماعاتها حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، بعد تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيعلن قريباً تشكيلة "مجلس السلام" المخصّص لغزة.

 

توضح القناة أن أحد أهداف إسرائيل في بداية هذه المرحلة هو إنشاء مجمع سكني مؤقت في رفح. غير أن مسؤولاً إسرائيلياً يشير إلى أن الانتقال للمرحلة التالية لن يحدث قبل استعادة رفات ران جفيلي، آخر القتلى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع. يصرّح قائلاً: "نُعد الأرضية لتنفيذ الاتفاق والانتقال للمرحلة الثانية، لكن الشرط هو استعادة ران".

 

وتورد القناة أيضاً أن مسؤولين إسرائيليين يعارضون بشدة أي مشاركة تركية في القوة متعددة الجنسيات المزمعة في غزة. ويؤكد أحدهم أن إسرائيل وضعت "خطوطاً حمراء" أمام الولايات المتحدة منذ البداية، وأن واشنطن تتفهم هذه التحفظات وتتعامل معها باحترام.

 

تتحرك مصر في مسارين متوازيين: ضغط مباشر على تل أبيب واعتماد على نفوذ واشنطن، مع التأكيد على أن معبر رفح قضية وجودية لا يمكن التساهل فيها. وفي المقابل، تواصل إسرائيل ترتيب أوراقها استعداداً للمرحلة الثانية من وقف النار، وسط خلافات حول شكل القوة الدولية ودور بعض الدول فيها، بينما تبقى قضايا الأسرى ومنع التهجير عناصر مركزية في أي تفاهمات مقبلة.

 

الإيقاع السياسي يبدو سريعاً ومشحوناً، والقاهرة تسعى لتحصين حدودها، فيما تحاول واشنطن هندسة السلام القادم، بينما تضع إسرائيل خطوطاً حمراء تتعلق بترتيبات اليوم التالي للحرب.

 

https://www.newarab.com/news/egypt-pressing-israel-fully-open-rafah-crossing